وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً (١٦٤) رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٦٥)
____________________________________
كاملا بل إما وحيا وإما جزءا ، كداود عليهالسلام.
[١٦٥] (وَ) أرسلنا (رُسُلاً) بالوحي إليهم (قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ) كيونس عليهالسلام (مِنْ قَبْلُ) في سائر القرآن (وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) فقد كان عدد الأنبياء ـ على المشهور ـ مائة وأربعة وعشرين ألفا (١) (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) فلم يكن كل ما أتاه بشكل الكتاب ، فموسى عليهالسلام الذي هو محل احتجاج اليهود كان الله قد كلمه ، والكلام قسم من الوحي ، ولا يخفى أن كلام الله سبحانه إنما هو بخلق الصوت في الفضاء لأنه سبحانه منزّه عن الجسمية ولوازمها.
[١٦٦] (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ) لمن آمن وأطاع بالثواب (وَمُنْذِرِينَ) لمن كفر وعصى بالعقاب (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ) إرسال (الرُّسُلِ) بل لله الحجة البالغة ، والمراد بالناس الغالب لا الكل إذ بعضهم لم تدركه الدعوة كما هو معلوم بالضرورة ، وصرحت بذلك بعض الأحاديث (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً) مقتدرا للعقاب والثواب (حَكِيماً) يفعل الأفعال عن مصلحة وحكمة.
[١٦٧] إن اليهود إن لم يشهدوا لك يا رسول الله بالنبوة بحجة مختلقة
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١١ ص ٢٨.