وَما بَيْنَهُما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٨) يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٩)
____________________________________
شيء من نفس الله حتى لا يملكه سبحانه ـ كما تدعون أنتم من كونكم أبناءه ـ (وَما بَيْنَهُما) من سائر المخلوقات والمراد بالسماء هنا : الكواكب وما يرى في ناحيتها ـ كما هو المنصرف ـ حتى يتصور ما بينهما ، لا جهة العلو (وَإِلَيْهِ) سبحانه (الْمَصِيرُ) المرجع والمآل ، فليس هناك غيره يملك شيء أو يرجع إليه في أمر.
[٢٠] (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا) محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (يُبَيِّنُ لَكُمْ) الأصول والفروع (عَلى) حين (فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ) أي انقطاع منهم ، فلم يكن قرب بعثة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نبي ، وقد كنتم في جهالة وضلالة ، والآن جاء المعلم المنقذ الهادي. ولعل سر «تبيين الأمر» وبوضوح أن الدنيا لا تستقيم إلا بهدى السماء ، فإنه لما انقطع الوحي في الفترة ساد العالم خراب وفوضى لا مثيل لها ، وبذلك يكون تجربة عملية ، وإنما جاء الرسول لئلّا تحتجوا و (أَنْ تَقُولُوا) يوم القيامة : (ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ) حتى نهتدي ونصلح (فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ) لمن آمن واتقى بالجنة (وَنَذِيرٌ) لمن كفر أو عصى بالنار (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) يقدر على أن يرسل الرسول ، فليس لشخص أن يقول : كيف يكون هذا رسول؟
[٢١] ويرجع السياق إلى قصة بني إسرائيل الذين نقضوا كل المعاهدات والمواثيق ولم يفوا لموسى نبيهم المعترف به ، فكيف يفون لغيره ممن