فَبَعَثَ اللهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (٣١)
____________________________________
خسروا الدنيا والآخرة.
[٣٢] وحين قتله لم يدر كيف يصنع بجثته لأنه لم ير من قبل ذلك ميتا (فَبَعَثَ اللهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ) أي يطلب ويفتش ويثير التراب ليدفن غرابا آخر قد قتله ، إذ جاء غرابان فاقتتلا فقتل أحدهما الآخر فدفنه (لِيُرِيَهُ) أي يري الغراب قابيل (كَيْفَ يُوارِي) أي يستر (سَوْأَةَ) أي جثة (أَخِيهِ) وإنما سمي البدن «سوءة» لأنه ساءه وكره أن يرى بدنه المقتول (قالَ) قابيل لما رأى فعل الغراب : (يا وَيْلَتى) أي يا ويلي و «الويل» بمعنى الهلاك ، أي : يا هلاكي احضر فهذا أوانك ، نحو : يا عجبا (أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ) في العلم بكيفية الخلاص من جثة الميت (فَأُوارِيَ) أي استر بالتراب (سَوْأَةَ أَخِي) ثم دفنه (فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) على قتله ، ولم يكن ندم توبة ، وإنما ندم فعل ، فلا يقال : كيف يعاقب وقد تاب؟
قال ابن عباس : لما قتل قابيل هابيل أشاك الشجر ، وتغيرت الأطعمة ، وحمضت الفواكه ، وأمرّ الماء ، واغبرّت الأرض ، فقال آدم : قد حدث في الأرض حدث فأتى الهند فإذا قابيل قد قتل هابيل ، فانشأ يقول :
تغيرت البلاد ومن عليها |
|
فوجه الأرض مغبرّ قبيح |