إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ
____________________________________
وفي بعض الروايات : أنها نزلت في قطاع الطرق. ولا منافاة بين الأمرين (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ) أي يحاربون أوليائه فإن محاربة المتعلقين بشخص هو محاربة ذلك الشخص ، كقوله تعالى : (يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) (١) ، (وَرَسُولَهُ) أي يحاربون رسوله. وهذا أيضا كذلك فإن محاربة أولياء الرسول محاربة للرسول (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً) بالإفساد وشهر السلاح للإخافة. ولا يخفى أنه لو لم نقل بعموم الآية لكل من صدق عليه هذا الموضوع ، كان اللازم أن يحمل على قطاع الطريق ، لما ورد به الروايات ، وكأنه اعتبر محاربة الناس وإخافتهم محاربة لله والرسول.
(أَنْ يُقَتَّلُوا) تقتيلا ، وإنما عدّى ب «التفعيل» لأن المراد منه قتلهم كلهم ، وباب «التفعيل» يدلّ على التكثير كما قال تعالى : (وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ) (٢) ، أي غلقت كل باب (أَوْ يُصَلَّبُوا) بالمشنقة و «أو» هنا للتخيير ، كما ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام ، والاختيار إلى الإمام في ذلك (أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ) بأن تقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى ، فيكون قطع كل واحدة خلاف الجهة التي يقع فيها قطع الأخرى (أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ) أي من بلد إلى بلد حتى يتوب
__________________
(١) الأحزاب : ٥٨.
(٢) يوسف : ٢٤.