وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٧٣) أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ
____________________________________
وهناك سؤال هو أنه ما الفرق بينكم أنتم المسلمون حيث تقولون بأن الله لا يدرك كنهه ، وبين الذين قالوا إن مشكلة التوحيد والتثليث فوق مستوى عقولنا؟
والجواب : إن الفرق من أوضح الواضحات ، إذ أولئك يقولون بما لا يمكن ولا يعقل ، وما لا يدرك (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ) أي ليس للكون إلا إله واحد هو الله سبحانه (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا) أي لم يرجع هؤلاء النصارى القائلون بالتثليث (عَمَّا يَقُولُونَ) أي عن مقالتهم ، وقولهم بالتثليث (لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) في الدنيا والآخرة ، وإنما لم يقل «ليمسنهم» لإفادة أنهم بمقالتهم هذه يكونون كفارا ، تأكيدا لما سبق من قوله : «لقد كفر» وهذا من أساليب البلاغة ، يقال : «اترك هذا الأمر وإلا لسجنت الفاعل له» عوض أن يقول : «لسجنتك» لإفادة أن علة السجن هو الإتيان بذلك العمل.
[٧٥] ثم استفهم سبحانه استفهاما تعجبيا ، وقد تقرأ في الأصول أن أمثال هذه الاستفهامات والتعجبات إنما هي إنشاء مفهوم الاستفهام والتعجب وأمثالهما ، لداعي آخر من ترغيب وإنكار وما أشبه ، فليس استفهامه ولا تعجبه عن جهل وتعجب كما هو عندنا (أَفَلا يَتُوبُونَ) هؤلاء اليهود والمسيحيون (إِلَى اللهِ) ويرجعون عن عقائدهم السخيفة