قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَاللهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٧٦) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ
____________________________________
[٧٧] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء النصارى الذين يعبدون المسيح ويجعلونه إلها (أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) أي غير الله (ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً) فإن شيئا في الوجود لا يملك ضر أحد ولا نفعه إلا بإذن الله ، ومن أضرّ أو نفع بالوسائل الطبيعية ـ كالقاتل والمعطي ـ أو بالوسائل الغيبية كالأنبياء والأئمة ، فإنما ذلك حيث جعل الله المسببات تابعة لأسبابها الخاصة ، وسلط الفاعل على الأسباب ، فهي ترجع أيضا إليه سبحانه (وَاللهُ هُوَ السَّمِيعُ) لأقوالكم (الْعَلِيمُ) بضمائركم وحركاتكم ، فاحذروا مخالفته ، كي لا تقعوا في عقوبته ونكاله.
[٧٨] (قُلْ) يا رسول الله : (يا أَهْلَ الْكِتابِ) إما عام يشمل اليهود والنصارى ، فالمراد بغلو اليهود : قولهم عزيز ابن الله ، وقولهم أن المسيح ليس نبيا ، فإنه غلوّ معكوس ، أو المراد به النصارى فقط (لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) بأن تقولوا : المسيح هو الله ، أو ثالث ثلاثة ، أو إنه ابن الله (غَيْرَ الْحَقِ) عطف بيان ، إذ كل غلوّ هو غير الحق (وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ) فإن أسلافكم لو ضلوا في اعتقادهم وغلوا ، فلما ذا تتبعونهم أنتم ، إنهم كانوا من قبل وقد مضوا ، فما بالكم أنتم تقتفون أثرهم الباطل (وَأَضَلُّوا كَثِيراً) من الناس فأوقعوهم في ضلال الكفر والشرك (وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ