تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ (٨٠) وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ
____________________________________
[٨١] (تَرى) يا رسول الله أن تلك الطبيعة العاتية العاصية موجودة فيهم إلى الآن ، فإن (كَثِيراً مِنْهُمْ) أي من بني إسرائيل ـ اليهود ـ (يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي يتخذون الكفار أولياء لهم ، فقد كان اليهود يتولون كفار مكة ويقولون : (هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً) (١) ، في حين يجب على المؤمن أن يعادي الكافر الذي لا يعترف بالله وقوانينه (لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ) أي لهؤلاء اليهود (أَنْفُسُهُمْ) أي بئس ما قدموا لمعادهم من الأعمال السيئة (أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ) محله الرفع ب «بئس» فهو كزيد في قولك : «بئس رجلا زيد» أي بئس السخط الذي قدموه لأنفسهم (وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ) فالسخط يؤذي روحهم ، كمن يعلم أن السلطان غاضب عليه ، والنار تؤذي جسمهم كما قال سبحانه في عكس ذلك : (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ) (٢) ، فإن أهل النار يعذبون عذابين ، وأهل الجنة ينعمون نعيمين.
[٨٢] (وَلَوْ كانُوا) أي هؤلاء اليهود (يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) إيمانا صادقا (وَ) يؤمنون ب (النَّبِيِ) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ) من القرآن الحكيم
__________________
(١) النساء : ٥٢.
(٢) آل عمران : ١٦.