آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ (١٥٧) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (١٥٨)
____________________________________
آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ) أي العذاب الشديد (بِما كانُوا يَصْدِفُونَ) أي بسبب إعراضهم عن الحق والآيات.
[١٥٩] ما ينتظر هؤلاء الكفار بعد نزول القرآن؟ (هَلْ يَنْظُرُونَ) أي هل ينتظرون للإيمان (إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ) وذلك لا يمكن في دار التكليف (أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ) وذلك مستحيل لأن الله لا مكان له ولا حركة (أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ) أي العذاب ، حتى يروا العذاب فيؤمنوا (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ) يا رسول الله (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) فإن العذاب إذا نزل لا تقبل التوبة ، لأن العذاب لا ينزل إلا بعد تمام الحجة والمخالفة ، وحين ذاك قد تم الاختبار وصار موعد المجازاة (أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) عطف على «لم تكن آمنت» ، والمعنى : أنه لا ينفع في ذلك اليوم إيمان نفس إذا لم تكن آمنت قبل ذلك اليوم ، أو ضمت إلى إيمانها أفعال الخير ، فإنها إذا آمنت فقد نفعها إيمانها ، وكذلك إذا ضمت إلى الإيمان طاعة لنفعها أيضا ، فلا ينفع إيمان الكافر ، ولا طاعة المؤمن عند حلول العذاب ، وإنما النافع الإيمان السابق ، والطاعة السابقة (قُلِ) يا رسول الله لهؤلاء : (انْتَظِرُوا) إتيان بعض آيات الله ف (إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) ذلك