إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (١٥٩)
____________________________________
حتى يرى كل واحد منّا جزاءه العادل وما قدم لنفسه.
[١٦٠] ثم يقرّر سبحانه أن الإسلام إنما هو دين واحد لا تفرقة فيه ، فالذين يتفرقون ليسوا من الإسلام ، كما أن من أشرك ليس من الإسلام (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) تفريقا بالأهواء كالكفار المختلفين ، أو بالأديان كاليهود والنصارى وفرقهم ، أو بالضلالة والشبهات ولو في دين الإسلام ، كالفرق المبتدعة ، فإن الذين يفعلون ذلك (وَكانُوا شِيَعاً) جمع «شيعة» أي طوائف مختلفة (لَسْتَ) يا رسول الله (مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) فلا ربط بينكما أبدا ، وإنما هم في جهة وأنت في جهة.
وليس معنى أن الجميع على باطل ، بل المعنى أن ما ليس فيه الرسول باطل ، وإلّا فالحق دائما مع إحدى الطوائف (إِنَّما أَمْرُهُمْ) أي أمر هؤلاء الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا (إِلَى اللهِ) فهو الذي يجازيهم لسوء أفعالهم (ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ) أي يخبرهم (بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) من الأعمال. وهذا تهديد ، كقولك : «لأعلمنك غدا» لمن خالف أمرك ، تريد أنك تعاقبه بفعله.
وهنا سؤال : إذا علمنا نحن المسلمين بطلان سائر المذاهب والطوائف ، فما ذا نفعل بهذا الاختلاف بين المسلمين أنفسهم؟
والجواب : إن الكتاب والسنّة يأمراننا باتباع علي وأهل بيته الأئمة الأحد عشر عليهمالسلام ، وبعد ذلك فقد عيّن الفقهاء الراشدون لمرجعية الأمة ، في قوله عليهالسلام : «من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ،