وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦٢) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣) قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى
____________________________________
الإنسان واجبة أو مندوبة (وَنُسُكِي) النسك : العبادة ، يقال : رجل ناسك أي متعبد ، ويقال للأضحية : النسكية ، للتقرب بها إلى الله ، فهي عبادة (وَمَحْيايَ وَمَماتِي) أي حياتي وموتي (لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) فإن عبادتي له وحده بلا شريك ، وأموالي ملكه وبقدرته لا بشركة أحد معه.
[١٦٤] (لا شَرِيكَ لَهُ) لا أشرك أحدا به في العبادة ، ولا أزعم أن له شريكا في حياتي وموتي (وَبِذلِكَ) أي بالتوحيد (أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) من هذه الأمة ، أو المراد رتبة إسلامي من أول الرتب.
[١٦٥] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء : (أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي) أي أطلب (رَبًّا) وإلها (وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ) الاستفهام للإنكار ، أي كيف أتخذ غير الله إلها ـ بالاستقلال أو بالشركة ـ والحال أنه تعالى رب كل شيء لا رب سواه ولا إله إلا هو؟
(وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها) فإذا اكتسبت المعصية بالشرك ، لحقني جزائي السيئ ، (وَلا تَزِرُ) أي لا تحمل من «وزر» بمعنى حمل الإثم (وازِرَةٌ) أي نفس حاملة (وِزْرَ) أي معصية نفس (أُخْرى) بل عصيان كل أحد على نفسه وهو يحمل تبعته.
قيل : إن الكفار قالوا للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : اتبعنا وعلينا وزرك إن كان خطأ ، فأنزل الله هذه الآية.