يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١٦٠) قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٦١) قُلْ إِنَّ صَلاتِي
____________________________________
يُجْزى إِلَّا مِثْلَها) سيئة واحدة وإن كانت عظيمة جدا ، فلا يقال : ما فائدة «الواحدة» فيما لو كانت أعظم من المعصية ككذبة واحدة جزاؤها سنة في النار ـ مثلا ـ؟ فمثلا جزاء من يسب الملك بلفظة مائة سوط ، وهو جزاء واحد ، وإن كان عظيما في نفسه (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) في مقدار ما استحقوا من السيئات بل جزاء وفاقا.
[١٦٢] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكفار : (إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي) أي أرشدني (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) والمراد : الصراط الموصل للإنسان إلى الحقائق والسعادة في الدنيا والآخرة ، بالنسبة إلى كل شيء من الأمور (دِيناً) منصوب على تقدير هداني ، أي هداني دينا ، أو على الحال أي أن الصراط في حال كونه دينا (قِيَماً) أي مستقيما ، وهو مصدر ، ك «الصغر والكبر» (مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) بدل من «دينا» والملة : هي الشريعة ، مأخوذة من «الإملاء» لأن الشرع يمليه الرسول على أمته ، وإنما نسب الدين إلى إبراهيم عليهالسلام لاتفاق جميع الأديان على جلالته عليهالسلام وصحة دينه ، وقد كانت الأديان كلها دينا واحدا فلا مانع أن ينسب اللاحق إلى السابق (حَنِيفاً) أي في حال كون تلك الملة مائلة عن الباطل إلى الحق ، من «حنف» بمعنى «مال» (وَما كانَ) إبراهيم عليهالسلام (مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فلم يكن مشركا كمشركي مكة ولا يهوديا ولا نصرانيا ، فكلاهما مشركان.
[١٦٣] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء : (إِنَّ صَلاتِي) وهي الصلوات التي يأتيها