المص (١) كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢) اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٣) وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ (٤)
____________________________________
[٢] (المص) قد تقدم تفسير فواتح السور المقطعة ، وأنها رموز بين الله والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو أن من جنس هذه الحروف.
[٣] (كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ) وهو القرآن فليس حروفه أمرا خارقا ، وإنما التركيب أمر خارق (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ) يا رسول الله (حَرَجٌ) وضيق (مِنْهُ) أي من هذا الكتاب ، حيث ترى أن قومك يكذبوك ويؤذوك في سبيله ، بل اطمئن بنصر الله سبحانه وحسن ثوابه ، وإنما أنزل الكتاب إليك (لِتُنْذِرَ بِهِ) أي بهذا الكتاب ، الكافرين والعصاة ، بعقاب الله تعالى (وَ) ليكون (ذِكْرى) وتذكرة (لِلْمُؤْمِنِينَ) فيتذكرون به الدين والأصول والفروع ، ليعملوا بما فيه.
[٤] (اتَّبِعُوا) أيها الناس (ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) من القرآن والأحكام (وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ) أي غير ربكم تعالى (أَوْلِياءَ) كالأوثان ، والكفار (قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) أي قليل ـ أيها البشر ـ تذكركم واتعاظكم.
[٥] (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ) أي كثيرا من أهل القرى (أَهْلَكْناها) عبّر بالقرية وأريد أهلها بعلاقة الحال والمحل ، والمراد بالإهلاك إرادته ، فإنه كثيرا ما يقال الفعل ويراد مقدماته ـ كما قرّر في علم البلاغة ـ (فَجاءَها بَأْسُنا) أي عذابنا (بَياتاً) أي بالليل (أَوْ هُمْ قائِلُونَ) أي في وقت القيلولة وهي نصف النهار ، من «أقال» بمعنى «أراح» ، ومن المعلوم أن العذاب