فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلاَّ أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٥) فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (٦) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ (٧) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨)
____________________________________
في هذين الوقتين أشد وقعا لغفلة الناس وراحتهم.
[٦] (فَما كانَ دَعْواهُمْ) أي دعاء هؤلاء الذين أهلكناهم ، وكلامهم (إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا) وقت مجيء العذاب (إِلَّا) الاعتراف بذنبهم ب (أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) فاعترفوا بما كان منهم حين رأوا العذاب.
[٧] لكن الاعتراف لم ينفعهم (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ) أي الأمم الذين أرسل الله إليهم الرسل ، يسألهم عن أعمالهم ، وما أجابوا به الرسل لما بعثوا إليهم (وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) أي الأنبياء ، فإن كل واحد من الرسل والأمم لا بد وأن يحضر في محضر الحساب.
[٨] وليس السؤال لجهلنا بما صدر من الطرفين (فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ) أي نقص ما كان من الطرفين قصة صادرة عن علمنا بأحوالهم ، فليس السؤال إلا التقرير والتأكيد على أنفسهم (وَما كُنَّا غائِبِينَ) عن أعمالهم حين عملوها بل كنّا شهودا عليهم حاضرين ـ علما ـ عند أعمالهم.
[٩] (وَالْوَزْنُ) للأعمال (يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة (الْحَقُ) فلا ينقص حق ولا يزاد على حق ، وإنما توزن الأعمال بموازين عادلة (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) الصالحة ، وإنما جمع «الميزان» ، باعتبار كل عمل عمل (فَأُولئِكَ) الذين ثقلت موازينهم (هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الذين فازوا بالسعادة الأبدية.