وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ (٩) وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (١٠)
____________________________________
[١٠] (وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) الصالحة بأن ثقلت موازين سيئاته (فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) فإن النفس كانت لتحصيل الجنة ، فقد حصل الإنسان بها النار (بِما كانُوا) أي بسبب كونهم (بِآياتِنا يَظْلِمُونَ) أي بسبب جحودهم بما جاء به الرسل من الآيات.
وهنا سؤال : ما هي طبيعة «الموازين» في الآية؟
والجواب : من المحتمل أن يراد بها الموازين المعقولة لا المحسوسة ، كما يقال : وزنت فلان ، أو فلان خفيف الوزن ، أو فلان له وزن ، وهكذا. والله سبحانه يعلم قيمة الأعمال ، كما أنّا نعرف قيم بعض الأعمال ، فنقدر المهندس وعمله أكثر مما نقدر العامل. كما أن من المحتمل أن يراد بها الموازين المحسوسة بأن تتجسّم الأعمال ، فللصلاة صورة ووزن ، وهكذا لسائر الأعمال الخيرية والشرية ، ثم توزن في موازين كموازين الدنيا.
[١١] (وَ) كيف لا تخضعون لله سبحانه ، والحال أنه بالإضافة إلى نعمة إرسال الرسل والهداية ، ابتدأ عليكم بنعمة الحياة؟ ف (لَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ) أيها البشر (فِي الْأَرْضِ) بأن جعلنا الأرض تحت إرادتكم تبنون وتزرعون وتخرجون كنوزها (وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ) أي ما تعيشون به من أنواع الرزق (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) أي أن شكركم للنعم قليل.