وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (٢٩) فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٠)
____________________________________
الله يأمر بالقسط ، وبالإخلاص ، أو للقصة ، وهو أن اللازم إقامة الوجه ، لا إقامة الفرج ـ كما كانوا يطوفون عراة ـ.
وذكر بعض المفسرين أن هذه الآية هدم لما كان أهل الجاهلية يلتزمون به من اختصاص الشعائر بقبيلة دون قبيلة ، فكان لهذا صنم ولذاك صنم ولهذه كعبة ولتلك كعبة ، فإن الإسلام يرى المساجد كلها لله ، واللازم على المسلم أن لا يفرق بينها ، أو أنه في قبال المسيحيين الذين كان لكل طائفة منهم كنيسة.
(وَادْعُوهُ) أي ادعوا الله (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) أي ليكن دعاؤكم في حال كونكم أخلصتم له دينكم (كَما بَدَأَكُمْ) أي خلقكم (تَعُودُونَ) فهو وحده الذي خلق ويعيد ، فلا معنى لأن يشرك به غيره.
[٣١] إنكم ستعودون فريقين (فَرِيقاً هَدى) أي هداه الله سبحانه (وَفَرِيقاً حَقَ) أي ثبت (عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ) لأنهم أعرضوا عن الهداية وسلكوا سبيل الغواية ، وإنما ضلوا بسبب (إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللهِ) فكانوا يتبعون أوامر الشياطين لا أوامر الله سبحانه ، ولذا ضلوا (وَ) من اللطيف أنهم (يَحْسَبُونَ) أي يظنون ويزعمون (أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) وأن طريقتهم حق.
[٣٢] وبمناسبة ذكر المسجد يأتي الحكم حول أمر مرتبط بالمسجد كما أن بمناسبة ذكر المحرمات سابقا يأتي بيان الحرام والحلال ، وبيان أن