عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٢٨) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ
____________________________________
عَلَيْها) أي على هذه الفاحشة (آباءَنا) فإنا نقلّدهم في عملهم هذا (وَاللهُ أَمَرَنا بِها) أي بهذه الفاحشة ـ وكان قولهم هذا كذبا ـ (قُلْ) يا رسول الله لهم : (إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ) ثم ردّ عليهم من وجه آخر هو : (أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) على نحو الاستفهام الإنكاري.
وقد ورد في التفسير : أن الآية نزلت بمناسبة ما كان يفعله المشركون ، فإنهم كانوا يبدون سوءاتهم في طوافهم ، فكان يطوف الرجال والنساء عراة ، يقولون : نطوف كما ولدتنا أمهاتنا ولا نطوف في الثياب التي قارفنا فيها الذنوب ، وكانت المرأة تضع على قبلها النسعة في الطواف وتقول :
اليوم يبدو بعضه أو كلّه |
|
وما بدا منه فلا أحلّه |
تعني «العورة» ، فكان التذكير بذلك بمناسبة إنعام الله على بني آدم باللباس ، وفي سياق نزع إبليس لباس آدم وحواء عليهماالسلام.
[٣٠] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الذين إذا فعلوا الفاحشة قالوا إن الله أمرنا بها : (أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ) أي بالعدل والحق ، لا بالفحش والتجاوز (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) فلا تتخذوا الشيطان وليا ، كالمشركين ، وهذا إما عطف على «أمر ربي» أي قل : أقيموا ، وإما عطف على «لا يفتننكم الشيطان». ولعله المناسب للمعنى ، وهو أن