فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٥) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٣٦) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ
____________________________________
الأثر» ، فالنقل عن الله سبحانه قصة عنه (فَمَنِ اتَّقى) إنكار الرسل والآيات ، أو اتقى المعاصي (وَأَصْلَحَ) عمل صالحا (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) كخوف سائر الناس (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) كحزنهم ، فإن أهل التقوى يعلمون أن ما يصيبهم إنما هو بإذن الله ، وأن الله أعدّ لهم أعظم الجزاء ، ولذا لا يكون للكوارث عليهم وقع ، كما أنهم يكونون مطمئنين بثواب الله في الآخرة ورحمته ، ولذا لا يكون لهم خوف من العقاب كخوف غيرهم.
[٣٧] (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) أي حججنا ودلائلنا ، وأنكروا الأنبياء والرسل (وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها) بأن رأوا أنفسهم فوق الرسل ، وفوق الإذعان لآيات الله (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) الملازمون لها ، فإن الملازم للشيء يقال له الصاحب (هُمْ فِيها خالِدُونَ) إلى الأبد.
[٣٨] (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) أي لا أحد أظلم منه ، فهو إخبار في صورة استفهام ، ليكون أبلغ ، إذ السامع يعدّ نفسه ليجيب بجواب يرضي المتكلم ، فهو إخبار مع أخذ الموافقة من السامع (أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) الدالة على الألوهية ، أو الرسالة ، أو المعاد ، أو سائر الشؤون الحقة (أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ) فينالهم جميع ما كتب لهم من الخير والشر ، والرزق والعمر ، في دار الدنيا ، فلا يقطع