حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ (٣٨)
____________________________________
خصام وتضارب بعكس الجنة التي (دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) (١) ، (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (٢).
(حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا) أي تلاحقوا واجتمعوا ، أصله «تدارك» قلبت التاء دالا ، وأدغمت الدال في الدال ، وجيء بهمزة الوصل لتعذر الابتداء بالساكن (فِيها) أي في النار (جَمِيعاً) أي جميع الأمم الكافرة (قالَتْ أُخْراهُمْ) أي الطائفة التي دخلت النار متأخرة وهم الأتباع (لِأُولاهُمْ) أي بالنسبة إلى الرؤساء الذين دخلوا أولا : (رَبَّنا هؤُلاءِ) الطائفة الأولى (أَضَلُّونا) حيث أغرونا لنتخذ معك شريكا ونخالف أوامر رسلك (فَآتِهِمْ) أي أعطهم (عَذاباً ضِعْفاً) أي مضاعفا : عذابا لكفرهم ، وعذابا لإغوائهم إيانا (مِنَ النَّارِ) وبهذا يريدون الانتقام من القادة المغوين.
(قالَ) الله تعالى في جوابهم : (لِكُلٍ) منهم ومنكم (ضِعْفٌ) أي عذاب مضاعف ، فللرؤساء الضعف للكفر والإغواء ، وللتابعين الضعف للكفر وتقوية مكانة الرؤساء ، فإنه لو لا التابعين لم يتمكن المتبوعون من السيطرة وإقصاء الحق ، كما قال الإمام عليهالسلام لتابعي بني أمية «لو لا أنتم لما غصبوا حقنا» (وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ) أيها الضالون
__________________
(١) يونس : ١١.
(٢) الحجر : ٤٨.