وَقالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٣٩) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ
____________________________________
والمضلون مقدار عذاب كل واحد منكم ، ولا الفرق بين الضعف في المتبوع ، وبين الضعف في التابع.
[٤٠] وحينما يسمع القادة جواب الله سبحانه للتابعين ، يتوجهون إليهم بالشماتة ، قائلين : لسنا أولى منكم بالعذاب ليكون لنا ضعف ، فكلنا سواء في الكفر (وَقالَتْ أُولاهُمْ) القادة (لِأُخْراهُمْ) التابعين : (فَما كانَ لَكُمْ) أيها التابعون (عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ) وتفاوت في الكفر ، بأن يكون كفركم أخف من كفرنا ، حتى تستحقون عذابا أقل (فَذُوقُوا) أيها التابعون (الْعَذابَ) بسبب ما (كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) من الكفر والمعاصي.
[٤١] (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) فلم يقبلوها (وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها) أي تكبروا عن الخضوع لها (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ) روي عن الإمام الباقر عليهالسلام أنه قال : «أما المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء فتفتح لهم أبوابها ، وأما الكافر فيصعد بعمله وروحه حتى إذا بلغ السماء نادى مناد اهبطوا به إلى سجين» (وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ) أي يدخل البعير (فِي سَمِّ الْخِياطِ) أي ثقب الإبرة ، فكما يستحيل دخول الجمل في ثقبها ، كذلك يستحيل دخول الكافر في الجنة ، وهذا تمثيل بديع للاستحالة ، وقيل المراد ب «الجمل» الحبل الغليظ (وَكَذلِكَ)