وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩٥) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ
____________________________________
وَالسَّرَّاءُ) ما يضر من الشدائد ، وما يسر من الرفاه ، وليسا للابتلاء والإيقاظ فانسدت جميع أبواب الهداية في وجوههم ، ولم ينفعهم إرشاد الأنبياء ، ولا الضراء ولا السراء (فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً) أي فجأة بدون إمهال (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) بالعذاب إلّا حين يرونه ، وربما كان هناك احتمال إقلاع ، وهنا يأتي العذاب تدريجيا ، كما حصل لقوم يونس عليهالسلام ، أو إبلاغا للحجة إلى أقصاها ، كما صنع بقوم صالح عليهالسلام.
ثم إن المؤمن والكافر كلاهما يبتليان بالضراء والسراء ، لكن هناك فرق ؛ فضراء المؤمن مع صبر وارتياح ، وضراء الكافر مع جزع وكمد ، وسراء المؤمن مع بركة وأمن واطمئنان ، وسراء الكافر مع محق وقلق واضطراب.
[٩٧] (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا) بالله تعالى وبأنبيائه (وَاتَّقَوْا) معاصيه وعملوا الصالحات (لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) «البركات» الخيرات النامية ، وفتح الخير من السماء بكثرة الأمطار ، وطيب الهواء ، وفتحه من الأرض بإخراج النبات والثمار ، وتفجّر العيون ، إلى غيرهما من الخيرات المادية والمعنوية كاستجابة الدعاء ونحوها ، وهذا إلى جنب كونه معنويا بلطفه سبحانه ، كذلك يكون بالأسباب الظاهرة ، فإن الإيمان والتقوى يوجبان سيادة مناهج الله تعالى وهي توجب الأخوة والتعاون مما يسببان ازدهار الحياة وتعميم