لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٨) وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٥٩)
____________________________________
المتصرف فيهما (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فلا شريك له (يُحيِي وَيُمِيتُ) فالجماد يجعله حيا نباتا أو إنسانا أو حيوانا ، والأحياء يميتهم ، ولعل ذكر هذه الصفات لرد النصارى واليهود الذين جعلوا لله شريكا وولدا ، ولرد المشركين الذين كانوا ينسبون الإحياء والإماتة إلى الأصنام (فَآمِنُوا) أيها الناس (بِاللهِ) إيمانا صحيحا (وَرَسُولِهِ) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (النَّبِيِّ الْأُمِّيِ) وكأنه أتي بهذا الوصف للتناسب مع ما في الكتابين السابقين (الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ) فإنه آمن أولا ثم أمركم بالإيمان ، لا مثل كثير من الرؤساء الذين هم أنفسهم لا يطبقون المبادئ التي يدعون إليها. ولعل المراد بالكلمات : الكتب السابقة والقرآن الكريم (وَاتَّبِعُوهُ) فيما يأمركم وينهاكم (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) أي لتكونوا مهديين ، فإن الفعل قد ينسلخ من معناه الزمني ليدل على أصل المعنى المادي ، أو المراد تهتدون إلى الجنة والرضوان ، حتى يصح تعقّب الاهتداء لما تقدم.
[١٦٠] وحيث فرغ السياق عن الفذلكة المرتبطة بذكر النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم رجع إلى قصة موسى عليهالسلام وقومه ، ولمّا أن وصف سبحانه قوم موسى عليهالسلام بالكفر وعبادة العجل وغير ذلك ، ذكر أن منهم من بقوا على الإيمان والطاعة (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ) أي جماعة (يَهْدُونَ بِالْحَقِ) أي يدعون إلى الحق ويرشدون إليه (وَبِهِ) أي بالحق (يَعْدِلُونَ) أي يحكمون