فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١٦٠) وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ
____________________________________
بعصاه التي كانت تنقلب ثعبانا متى ما أراد (فَانْبَجَسَتْ) أي انفجرت. ولعل الفرق بينهما أن الانبجاس خروج الماء بقلّة ، والانفجار خروجه بكثرة. وفي بعض التفاسير : إن الماء كان يخرج من الحجر أولا بقلّة ثم بكثرة.
(مِنْهُ) أي من الحجر (اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) لكل سبط عين ، حتى لا يزاحم بعضهم بعضا في الشرب (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ) من الأسباط (مَشْرَبَهُمْ) أي محل شربهم وأخذ الماء منه (وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ) حيث كان يؤذيهم حرّ الشمس فتأتي سحابة تظللهم ليستريحوا تحت ظلها (وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَ) هو شيء حلو كالسكر (وَالسَّلْوى) هو الطير السماني ـ كما تقدم ذلك في سورة البقرة ـ (كُلُوا) يا بني إسرائيل (مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) واتركوا خبائثه (وَما ظَلَمُونا) إذ كفروا وعصوا ، فإن الله لا يضره كفر الكافر وعصيان العاصي (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) حيث حرموها من خير الدنيا وسعادة الآخرة.
[١٦٢] (وَ) اذكر يا رسول الله (إِذْ قِيلَ لَهُمُ) أي لبني إسرائيل ، والقائل هو الله سبحانه على لسان نبيه موسى عليهالسلام : (اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ) بيت المقدس أو أريحا (وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ) من أنواع المآكل ومختلف