وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمُ (١٠٢) قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ (١٠٣) ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ
____________________________________
رجّح مصلحة التسهيل عليكم على مصلحة تلك الأحكام ، فإن تسألوا عنها وتعاندوا ترفع تلك المصلحة التسهيلية فتبتلون بها (وَاللهُ غَفُورٌ) يغفر ما سلف (حَلِيمٌ) يمهلكم فلا يعجل في عقابكم.
[١٠٣] (قَدْ سَأَلَها) أي سأل عن تلك الأشياء التي إن تبد تسيء السائل (قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ) من الأمم السابقة ، كما سأل اليهود عيسى عليهالسلام المائدة ، ثم كفروا ، وسأل بنو إسرائيل القتال ، فلما أجيبوا ولّوا إلا قليلا منهم ، وسأل قوم صالح الناقة ثم عقروها ، أو «من المشركين» حيث سألوا من النبي أشياء ثم لما بدت لهم كفروا ولم يؤمنوا (ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ) فازدادوا عذابا على عذابهم ، وهذه الآية كالتعليل للنهي في الآية السابقة.
[١٠٤] ثمّ يرجع السياق إلى ذكر بعض الأمور المحللة التي حرمها أهل الجاهلية (ما جَعَلَ اللهُ) أي لم يحرم الله ـ كما يزعم أهل الجاهلية ـ (مِنْ بَحِيرَةٍ) هي الناقة إذا شقّت أذنها ، من «البحر» بمعنى الشق (وَلا سائِبَةٍ) من «ساب الماء» إذا جرى ، أي الناقة السائبة التي تجري على الأرض بدون أن يمسها أحد ـ كما سيأتي ـ (وَلا وَصِيلَةٍ) من «الصلة» ضد القطيعة وهي قسم من الناقة والشاة كانوا يحرمونها (وَلا حامٍ) من «حمى يحمي» إذا حفظ ، وهو قسم من الإبل كانوا يحرمونه لأنه حمى نفسه ، فقد كان أهل الجاهلية إذا ولدت الناقة خمسة أبطن خامسها أنثى بحروا أذنها أي شقوها وحرموها على النساء فإذا ماتت حلّت ، وإذا