عَفَا اللهُ عَنْها
____________________________________
ترتفع إذا كان هناك لجاج وعناد وظلم ، كما قال سبحانه : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) (١) ، وبهذا ظهر الجواب عن السؤال الثاني.
وأما السؤال الأول : فإن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا كان في مقام بيان جميع الأحكام ، وليست القضية شخصية ، كابتلاء بإرث لا يعلم تقسيمه ، أو زوجة لا يعرف حقها ، أو ولد عاص لا يدري كيف يعاشره أو أشباه ذلك ، لم يكن وجه للسؤال ، لأنه تعنّت وإرهاق.
وأما السؤال الثالث : فلأن المصالح التشريعية قد كملت في زمن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى أنه لا تشريع جديد بعده ، ولذا فلم يكن الأئمة عليهمالسلام بمثابة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في إمكان تشريع الحكم ، وإن كان من الممكن التشريع لو حدث في زمن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم شيء ، وهذه المصلحة وهي انسداد باب التشريع حتى لا يكون لأحد ذلك ـ بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وإن كان مفوّتا لمصالح واقعية ـ مثلا ـ لكنها أقوى في الاعتبار من مراعاة مصالح لأحكام جديدة.
ولعل الجواب على الإشكال الثاني يستفاد من حديث ورد عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قال : «إن الله افترض عليكم فرائض فلا تضيعوها ، وحدّ لكم حدودا فلا تعتدوها ، ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسيانا فلا تتكلفوها» (٢).
(عَفَا اللهُ عَنْها) أي عن تلك الأشياء فلا تتكلفوها ، أنه سبحانه
__________________
(١) النساء : ١٦١.
(٢) وسائل الشيعة : ج ١٥ ص ٢٦٠.