يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ
____________________________________
عام يا رسول الله؟ فأعرض عنه حتى عاد مرتين أو ثلاثا فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ويحك وما يؤمنك أن أقول : نعم ، ولو قلت : نعم ، لوجبت ، ولو وجبت ما استطعتم ، ولو تركتم لكفرتم ، فاتركوني ما تركتكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم. فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه (١). فنزلت
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ) متصفة بأنها (إِنْ تُبْدَ لَكُمْ) أي تظهر لكم (تَسُؤْكُمْ) أي تسبب سوءا أو حزنا وصعوبة عليكم (وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها) أي عن تلك الأشياء (حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ) أي في فترة الوحي ووجود النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بين أظهركم (تُبْدَ لَكُمْ) لأن الوحي يأتي إليه بالجواب فيكون موجبا للصعوبة عليكم بتشريع أحكام جديدة أنتم في غنى عنها.
وهنا سؤال : كيف يمكن عدم السؤال إن كان من الأمور المرتبطة بالدين؟ وهل أن أحكام الله اعتباطيّة حتّى يشرّعها السؤال؟ أليس كلّ حكم تابع للمصلحة والمفسدة ، ويبيّن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك لإيصال الناس إلى مصالحهم ومفاسدهم؟ وما خصوصية (حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ) فإن الأئمة عليهمالسلام أيضا بتلك المثابة حيث أنهم يعلمون جميع الأحكام؟
والجواب : أن الأحكام الشرعية تابعة للمصالح والمفاسد التي منها مصلحة التسهيل على المكلفين ، فكثيرا ما لا يشرع حكم ـ كعدم وجوب السواك ـ لمصلحة التسهيل ، ومن المعلوم أن هذه المصلحة قد
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ٣١.