قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠١)
____________________________________
النيات والأعمال ، فإنه لا يخفى عليه شيء ويجازيكم بكل ذلك ، فأحسنوا ولا تخالفوا.
[١٠١] ولما بين سبحانه الحلال والحرام ذكر أنهما لا يستويان ، فلا يتناول أحد خبيثا مدعيا أنه لا فرق بين هذا وغيره ، كما نرى اليوم كثيرا من الناس يتناولون المحرمات مدّعين عدم الفرق بينها وبين المحللات (قُلْ) يا رسول الله : (لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ) المحرم (وَالطَّيِّبُ) المحلل ، فإنهما ليسا متساويين (وَلَوْ أَعْجَبَكَ) أيها السامع (كَثْرَةُ الْخَبِيثِ) وزيادته على الطيب ، كما نرى من أن أنواعا من الحيوان المحرم أكثر من المحلل ، فإن كثرة الخبيث لا تسبب طيبه ولعل قوله «ولو» لدفع استبعاد بعض الناس : أنه كيف يمكن أن يكون هذا الشيء الكثير حراما؟ : (فَاتَّقُوا اللهَ) أي خافوا عصيانه ولا تخالفوه (يا أُولِي الْأَلْبابِ) أي أصحاب العقول (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) أي كي تفوزوا بالثواب العاجل والآجل.
[١٠٢] قلنا سابقا قد جرت عادة القرآن الحكيم ، بعدم إطالة أمر واحد ، فيمل السامع فهو إذا أراد الإطالة ، ذكر في الأثناء ما يلطّف الجو ، ويرفع الملل من السامع ، ببيان حكم جديد منبّه ، وهكذا أتت آية السؤال هنا في وسط الحرام والحلال ، بالإضافة إلى ارتباط الآية بالحج ، حيث أنها وردت في باب السؤال عن الحج.
فقد روي عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم خطب فقال : إن الله كتب عليكم الحج. فقام سراقة بن مالك فقال : في كل