ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٩٨) اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩٩) ما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ (١٠٠)
____________________________________
والحج لله ـ فكما لا يجوز لنفسه الإبطال لا يجوز لغيره الإبطال.
(ذلِكَ) أي إنما جعل سبحانه هذه المحرمات (لِتَعْلَمُوا) أيها الناس (أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) فإنه عالم بأحوال الإنسان وما يكتنفه من العداء والشر وأنه يحتاج إلى هدوء وسكينة في المكان وفي الزمان ، وأن الناس يحتاجون إلى ما يقيم معاشهم ومعادهم ، ولذا جعل هذه المحرمات للاستراحة والاستجمام ، ولعل ذكر السماوات استطراد ، فإنّ ما ذكر مرتبط بالأرض ، لكن لو ذكرت وحدها لأوهم عدم علمه سبحانه بما في السماوات (وَأَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) من أحوال الإنسان والحيوان والأزمان والأماكن وغيرها.
[٩٩] ولمّا تقدّم بعض الأحكام عقّبه سبحانه بذكر الوعد والوعيد (اعْلَمُوا) أيها النّاس (أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) لمن عصاه وخالفه (وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) لمن تاب وآمن وعمل صالحا ، فإنّه يغفر ذنوبكم ويرحمكم بفضله وسعته.
[١٠٠] (ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ) أي أداء الرسالة وبيان الشريعة ، أما القبول من الناس فليس من شأن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا يرتبط به (وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ) أي تظهرون من الأقوال والأعمال (وَما تَكْتُمُونَ) من