بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٣) وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٦٤) فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ
____________________________________
(بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) أي بسبب فسقهم وعصيانهم ، فإنه إنما حرّم عليهم الاصطياد في السبت ، أو إنما كان تظهر يوم السبت دون غيره ، بسبب فسقهم ليشتد الامتحان عليهم.
[١٦٥] وقد انقسم بنو إسرائيل أمام هذا العمل إلى ثلاثة فرق أحدها : الصائدة ، الثانية : الساكتة ، الثالثة : الناهية عن ذلك (وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ) أي جماعة (مِنْهُمْ) أي من بني إسرائيل ، وهي الساكتة ، قالوا للفرقة الثالثة الناهية عن المنكر : (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ) أي أية فائدة في وعظكم ، فإن هؤلاء لا يرتدعون حتى يعذبهم الله (أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً) دون الهلاك (قالُوا) أي قال الواعظون في جواب المعترضين : (مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ) أي أن موعظتنا لأجل أن يكون لنا عذر عند الله سبحانه ، فنقول له يوم القيامة : «يا رب إنا نهيناهم فلم ينتهوا» ، حتى لا يقول لنا سبحانه : لماذا لم تنهوا عن المنكر؟ (وَلَعَلَّهُمْ) بالوعظ (يَتَّقُونَ) ويرجعون عن غيّهم وعملهم المحرم ، فإن الإنسان لا يدري من يبقى إلى الأخير في عصيانه ومن يرجع عن طغيانه.
[١٦٦] (فَلَمَّا نَسُوا) أي نسي العاصون (ما ذُكِّرُوا بِهِ) ما ذكّرهم به الواعظون ، بأن فعلوا فعل الناسي ، فلم يبالوا بالنهي ، بل استمروا على عادتهم في الاصطياد يوم السبت بتلك الحيلة (أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ)