وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٥) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (١٦٦) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ
____________________________________
وهم الواعظون (وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا) وهم الصائدون والساكتون ، فإن السكوت عن المنكر ظلم يرجع إلى الإنسان وباله (بِعَذابٍ بَئِيسٍ) هو «فعيل» من «بئس» ، بمعنى الشديد البأس ، أي : بعذاب شديد (بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) أي بسبب فسقهم.
[١٦٧] (فَلَمَّا) رأينا أنه لم يفدهم الوعظ ولا العذاب الشديد الذي عذبناهم به ـ لعلهم يرجعون عن غيهم ـ و (عَتَوْا) أي تكبّروا (عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ) أي عن قبول الوعظ (قُلْنا) والمراد بالقول هنا التكوين : (لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) أي مسخناهم قرودا ، ومعنى «خسأ» ابتعد عن الخير.
ورد أن الواعظين خرجوا من المدينة مخافة أن يصيبهم البلاء ، فنزلوا قريبا منها ، فلما أصبحوا غدوا لينظروا ما حال أهل المعصية ، فأتوا باب المدينة فإذا هو مصمت ، فدقوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها حس لأحد ، فوضعوا سلما على سور المدينة ثم أصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة فنظر فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون ، لها أذناب ، فكسروا الباب ودخلوا المدينة ، قال الراوي : فعرفت القردة أنسابها من الإنس ، ولم يعرف الإنس أنسابهم من القردة فقال القوم للقردة : ألم ننهكم؟
[١٦٨] (وَ) اذكر يا رسول الله (إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ) أي أعلم ربك ، فإن «تأذن وأذن» بمعنى واحد (لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ) أي يرسلن على اليهود (إِلى يَوْمِ