الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٧) وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ
____________________________________
الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ) أي من يذيقهم العذاب الشديد. وقد دل التاريخ على أن اليهود كانوا أذلاء مضطهدين ، وما تاريخ «هتلر» منّا ببعيد ، وما يرى أحيانا من دولتهم فهي مليئة بالقلق والرعب حتى تأتيهم القاضية.
ثم أن إرساله سبحانه العذاب إنما هو بسبب عمل كل جيل جيل ، لا لأعمال آبائهم (إِنَّ رَبَّكَ) يا رسول الله (لَسَرِيعُ الْعِقابِ) فإن العقاب اللاحق سريع وإن أمهل الله الظالم أياما.
روي أنه سئل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام عن القريب والأقرب؟ فقال : «كل آت قريب والموت أقرب» ولعله يريد عليهالسلام أن «الآتي» يحتمل فوته ، بخلاف الموت.
(وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) فلا يأس للعاصي أنه إذا تاب وعمل صالحا غفر الله له ما أذنب ورحمه.
[١٦٩] (وَقَطَّعْناهُمْ) أي فرّقنا اليهود في البلاد فرقا مختلفة (فِي الْأَرْضِ أُمَماً) في كلّ مكان واتجاه ، وذلك إذلالا لهم ، فإن الاجتماع والوحدة يوجبان العزة والسعادة (مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ) هم الذين إذا رأوا الحق آمنوا به كعبد الله بن أبي وغيره (وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ) أي دون الصلاح يعني المفسدون (وَبَلَوْناهُمْ) أي اختبرناهم (بِالْحَسَناتِ) تارة