وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (١٦٨) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ
____________________________________
(وَالسَّيِّئاتِ) أخرى ، أي بالنعم والنقم (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) أي لكي يرجعوا ، فإذا جاءتهم الحسنات شكروا ، وإذا أتتهم السيئات استغفروا ، فإن كلّا من النعمة والبلاء ، رحمة من جهة التذكير والإيقاظ.
[١٧٠] أولئك اليهود الذين كان منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ، ذهبوا وماتوا (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) قام مقامهم (وَرِثُوا الْكِتابَ) يعني التوراة ، و «الميراث» هو ما صار للخلف من السلف ، لكن هؤلاء غير صالحين ـ إن وجد فيهم صالح فهو نادر ـ (يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى) أي ما وجدوه من الدنيا أخذوه بلا مراعاة للشريعة ، وسمي «عرضا» لأن الدنيا فانية فما فيها عارض زائل ، وسمي «أدنى» لأنه أقرب إلى الإنسان من الآخرة (وَ) إذا قيل لهم بأن فيه الإثم (يَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا) ونتوب بعد ذلك (وَ) هم لا يستغفرون ولا يتوبون ، بل يصرّون على تعاطي الحرام بدليل أنهم (إِنْ يَأْتِهِمْ) بعد ذلك (عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ) أيضا.
ثم ينكر الله عليهم ذلك بقوله : (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ) ولم يقل «منهم» ، لإفادة أن الأخذ كان بإكراههم (مِيثاقُ الْكِتابِ) أي العهد الموجود في كتاب التوراة (أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ) فلا يحرّموا حلاله ولا يحلّلوا حرامه ، فكيف يأخذون الرشوة وسائر