وَدَرَسُوا ما فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٦٩) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (١٧٠) وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا
____________________________________
المحرمات ويقولون أنها محللة عليهم؟ (وَدَرَسُوا ما فِيهِ) أي قرءوا ما في الكتاب فهم عالمون بذلك ، ولا مجال لهم أن يقولوا : ما كنا عالمين بالميثاق (وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) أي أن الثواب الذي وعده الله خير من عرض هذه الدنيا الفانية ، وهي وإن كانت خيرا لمطلق الناس إلّا أن تخصيص «المتقين» بلحاظ انتفاعهم به فقط دونه غيرهم (أَفَلا تَعْقِلُونَ) أيها اليهود أن الأمر على ما أخبرنا به والاستفهام للإنكار.
[١٧١] (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ) أي يتمسكون (بِالْكِتابِ) بأن عملوا بما فيه من الميثاق والأحكام (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) وتخصيصها بالذكر لأنها تنهى عن الفحشاء إذا أتي بها على وجهها ، فكأنها جعلت علما لسائر الأعمال (إِنَّا) إلى آخر الجملة ، خبر «والذين» (لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) الذين يصلحون أنفسهم ويقومون بما يجب عليهم ، فنثيبهم بما عملوا وأصلحوا.
[١٧٢] (وَ) اذكر يا رسول الله (إِذْ نَتَقْنَا) «النتق» قلع الشيء من الأصل (الْجَبَلَ) أي قلعناه ، وجعلناه (فَوْقَهُمْ) أي فوق بني إسرائيل (كَأَنَّهُ) أي كأن الجبل (ظُلَّةٌ) أي غمامة ، أو سقيفة ذات ظلّ. وقد كان الجبل كبيرا حتى أن في بعض التفاسير أنه كان فرسخا في فرسخ (وَظَنُّوا)