وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ
____________________________________
الشوط ، بخلاف المتقين الذين لا يمدون الشياطين ويقصّرون في المسايرة ، ولعل جملة «ثم لا يقصرون» للإشارة إلى أن المتقي إذا غفل وأغري ومشى بعض الطريق مع الشيطان أدركته بصيرته فرجع ولا يسير إلى آخر الشوط ، بخلاف إخوان الشياطين.
[٢٠٤] وفي سياق الكلام حول أدب الحوار مع الناس ، وأن المتقي متأدب بالآداب يأتي دور المحاورة بين الرسول والكفار حول القرآن كشاهد لأدب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكون الكفار إخوان الشياطين الذين يمدونهم في الغي (وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ) يا رسول الله (بِآيَةٍ) أي بمعجزة يقترحونها عليك ، فإن الكفار كانوا يقترحون على الرسول الأمور الخارقة للعادة لمجرد المجادلة والمعاندة ، لا لإرادة الاهتداء والاسترشاد ، فإذا لم يستجب الرسول لمطلبهم (قالُوا) أي الكفار : (لَوْ لا اجْتَبَيْتَها) أي لماذا لم تختر هذه الآية المقترحة؟ ولماذا لم تأت بها؟ كأنهم ، يرون الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الفاعل لما يشاء ، فمهما اجتبى آية واختارها ، أتى بها (قُلْ) يا رسول الله : إن الآيات ليست باختياري واجتبائي ، بل (إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي) فاللازم اختيار الله للآيات ، فما رآها صلاحا أرسلها وزودني بها ، وما لم يرها صلاحا لم يرسلها ، إن كنتم تريدون الحق والهدى ـ حقيقة ـ وقصدكم من طلب الآيات ، إقامة الدليل والحجة على صدقي ف (هذا) الذي جئت به من القرآن المعجز الذي لم تتمكنوا أن تأتوا بمثله (بَصائِرُ) وحجج وبراهين (مِنْ) قبل (رَبِّكُمْ وَهُدىً) يهدي من أراد الحق إلى الحق (وَرَحْمَةٌ) يوجب