وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ
____________________________________
[٤٢] وحيث سبق الكلام حول قصة بدر ، يعود السياق ليذكر جوانب أخرى من القصة كما هو عادة القرآن الحكيم ، حيث يبيّن من القصة جوانب معينة فقط ، ثم يبيّن تلك الجوانب في ثنايا آيات أخرى ، لتبقى للقصة ظرافتها ، ولئلّا تكون مملّة ككتب التاريخ التي تسرد القصص ، ولأن يكون للنفس شوق وتلهف إلى القرآن وإلى القصة يسوقان الإنسان إلى التملّي منها. وتبتدئ بذكر الغنيمة والحكم فيها ، كما ابتدأت السورة بذكرها في الجملة فقال سبحانه : (وَاعْلَمُوا) أيها المسلمون (أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ) والغنيمة : هي الفائدة مطلقا سواء حصلت من الحرب أو من غيرها ، وإن كان مورد نزول الآية غنائم دار الحرب ، وكلمة «من شيء» للتأكيد ، أي سواء كانت الغنيمة قليلة أو كثيرة (فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) أي قرابة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو الإمام عليهالسلام ، فالنصف من الخمس أي عشرة من المائة منه للإمام عليهالسلام ، إذ حصة الله سبحانه للرسول وحصة الرسول للإمام ، وفي حال الغيبة يدفع هذا النصف إلى نواب الإمام وهم الفقهاء الجامعون للشرائط ، وهم يصرفونه في ترويج الإسلام ، حيث قال الإمام عليهالسلام : «إن الخمس عوننا على ديننا» (١).
وإنما ذكر «الله» سبحانه تعظيما لأمر الرسول والإمام واحتراما لهما ، حيث قرنا به ، وإلّا فالأموال كلها لله سبحانه (وَ) النصف الآخر من الخمس ل (الْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) ممن ينتهي نسبه
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٥٤٧.