وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٤٩) وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ
____________________________________
أي في حال صدور هذه المقالة عن المنافقين ، والمراد بهم إما الكفار ، فإن الكافر باعتبار أنه يعلم الواقع ويظهر خلافه يسمى منافقا ، وإما المسلمون المنافقون (وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) إما عطف بيان ، أو يراد أحد اللفظين المسلمون المنافقون ، وبالتالي الكفار ، والمراد بالمرض مرض الانحراف عن المنهج المستقيم ، فإن البدن كما يصاب بالأمراض الجسمية ، كذلك الروح تصاب بالأمراض الخلقية ، فالبخل والحسد والجبن وما أشبه أمراض (غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ) أي غرّ المسلمين دينهم حتى خرجوا مع قلّتهم وصمّموا على قتال الكفار الأقوياء عددا وعدّة (وَ) ليس الأمر كذلك فإنه (مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) فيسلم أمره إليه ويثق به (فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ) لا يغلب ، وكذلك لا يغلب المتوكلون عليه (حَكِيمٌ) فيما يفعل ، يضع الأمور مواضعها ، فلا يترك المسلمين ولا يخذلهم ، بل ينصرهم على الكافرين ، فإنه له القوة يمنحها المتوكلين عليه ، وله الحكمة يدبّر بها الأمور.
[٥١] إن الكافرين كان مبدأ أمرهم ـ في مقابلة المسلمين ـ الانهزام ، فلننظر إلى مصيرهم (وَلَوْ تَرى) يا رسول الله ، أو المراد كل من تتأتى منه الرؤية (إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ) أي تقبض الملائكة أرواح الكفار عند موتهم (يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ)