فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٦٣) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٦٤)
____________________________________
يجدوا فرصة لتهيئة العدّة للغدر بك وقتالك (فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ) هو يكفيك شرهم ، ويتولى أمورك ، فإنه كما كفاك سابقا يكفيك الآن (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ) أي قوّاك (بِنَصْرِهِ) أي النصرة التي أنزلها عليك (وَبِالْمُؤْمِنِينَ) أي أيدك بالمؤمنين الذين التفوا حولك ، فتمكنت أن تبارز بهم الأعداء.
[٦٤] (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ) المتنافرة حتى يكونوا قوة واحدة في وجه الأعداء ، فإن وحدة الكلمة من أهم أسباب النصر ، وقد كانوا قبل الإسلام في أشد حالة من العداوة والبغضاء حتى أنه كان بين الأوس والخزرج عداوة وقتال دام أكثر من مائة سنة (لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ) فإن المال يزيد العداوة ، فإنه يكون وقودا لها ، وإنما أزال الله سبحانه الضغائن بتصفية القلوب وتطهير أدران النفوس (وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) بهدايتهم للإسلام المطهّر للعداوة عن الأفئدة (إِنَّهُ) سبحانه (عَزِيزٌ) غالب على أمره ، فإذا أراد شيئا أوجده (حَكِيمٌ) بحكمته وتدبيره يدبّر الأمور ويديرها.
[٦٥] (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ) أي يكفيك في مقابلة الأعداء (وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) فإنهم كافون بالنسبة إلى القوى الظاهرة ، وهذا تشجيع