لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٦٨) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٦٩)
____________________________________
[٦٩] (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ) أي لو لا أن الله سبحانه كتب سابقا أن لا يعذب الناس حتى يبيّن لهم ، كما قال سبحانه : (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (١) ، (لَمَسَّكُمْ) أيها المسلمون (فِيما أَخَذْتُمْ) من الفدية (عَذابٌ عَظِيمٌ). إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يكن عليه غضاضة لأنه لاحظ الأصلح من توحيد كلمة أصحابه حيث قبل أخذ الفدية مكرها ، أما المسلمون فقد استحقوا العقوبة حيث رجّحوا المال على ما فيه خيرهم ورغبة نبيهم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقد ورد في الحديث : أن الفدية كانت أربعين أوقية من الفضة ، كل أوقية أربعين مثقالا ، إلّا العباس عم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث أخذ منه مائة أوقية (٢).
[٧٠] أما إذا انتهى الأمر وأخذتم الفدية فلا بأس في أكلكم لها (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ) من الكفار (حَلالاً طَيِّباً) والطيب إذا قورن بالحلال أفاد معنى عدم نفرة الطبع منه في مقابل الحلال الذي ينفر منه الطبع (وَاتَّقُوا اللهَ) فلا تخالفوا أوامره (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) قد غفر ذنبكم في أخذكم الفدية (رَحِيمٌ) يرحمكم فيما بعد بلطفه ، مقابل بعض الكبار الذين إذا غفر ذنب المذنب ، ينتهي الأمر عند ذلك ، فلا يرحمه بعد ذلك.
__________________
(١) الإسراء : ١٦.
(٢) عوالي اللآلي : ج ٢ ص ١٠١.