وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٧١) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا
____________________________________
بدر خيانة باعتبار وجوب شكر المنعم ، لا باعتبار سبق معاهدة ، فإنك إذا أنعمت وتفضلت على أحد ، ثم قام ضدك يقال : أنه خانك (وَاللهُ عَلِيمٌ) بإرادتهم الخيانة وعدمها (حَكِيمٌ) يدير الأمور حسب الحكمة ، فهم في قبضة علمه وإرادته لا يتمكنون من الإضرار بك.
[٧٣] وبمناسبة ذكر الحرب وعلاقة المسلمين بالمشركين ، يأتي ذكر علاقة المسلمين بعضهم ببعض ، وأنها علاقة الإيمان والعقيدة والهجرة (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسوله وبما جاء به الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَهاجَرُوا) من مكة إلى المدينة (وَجاهَدُوا) أي حاربوا الكفار (بِأَمْوالِهِمْ) بأن بذلوها في سبيل الجهاد (وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) ويأتي ذكر «سبيل الله» في كل مناسبة للتنبيه على أن حركة المسلمين ليست إلا لإعلاء كلمة الله (وَالَّذِينَ آوَوْا) أي الأنصار من أهل المدينة الذين جعلوا للرسول والمهاجرين مأوى بأن أسكنوهم في منازلهم ، فإن المهاجرين لم يكن لهم مسكنا حين وردوا المدينة فأسكنهم الأنصار معهم في بيوتهم (وَنَصَرُوا) أي نصروا الرسول والمهاجرين على أعدائهم (أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) وليست هنالك ولاية بين المسلم وقريبه الكافر ، والولاية كلمة عامة تشمل أقسام الولاية والنصرة.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا) إلى المدينة ، بل بقوا في مكة