ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٧٢) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ
____________________________________
اختيارا (ما لَكُمْ) أي ليس لكم أيها المسلمون (مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) لأنهم خالفوا أمر الرسول وأضعفوا ـ ببقائهم في مكة ـ كيان المسلمين (حَتَّى يُهاجِرُوا) كما هاجرتم (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ) أي طلب المؤمنون غير المهاجرين منكم أيها المهاجرون أن تنصروهم على أعدائهم الكفار ، في الأمور الدينية (فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) ومن المعلوم أن النصرة غير الولاية المطلقة ، لأن المسلمين في المدينة كان ينصر بعضهم بعضا ، ويسكن أحدهم الآخر في داره ، ويجتمعون في السلم والحرب ، وأخذ الغنائم ، ويتفقد أحدهم الآخر ، كأهل بيت واحد ، بخلاف النصر المجرّد على الكافر الذي قرّره سبحانه للمسلمين في مكة.
(إِلَّا عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ) أيها المسلمون المهاجرون (وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ) فإذا استنصركم المسلمون في مكة على كفار معاهدين معكم ، فلا تخرقوا المعاهدة ، ولا تنصروا المسلمين ، لأن المسلم لا يغدر بعهده ، ولا ينقض ميثاقه وإن كان مع الكافر (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فلا تتركوا موالاة المهاجرين ، ولا تتولوا غير المهاجرين.
[٧٤] (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) ليسوا لكم بأولياء وإن كانوا أقرباؤكم بالنسب أو باللغة أو بالوطن بل (بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) ينصر بعضهم بعضا