فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥) وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ
____________________________________
عارية ظاهرة ، تشبيها للأشهر الحرم بالجلد الواقي لما بعدها من الأيام (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) فقد رفعت الهدنة والعهد بما نقضوا من العهود. وليس المراد قتل كل فرد فرد ، بل المراد وقوع المقاتلة ، وأنهم في حكم المحارب ، والمراد من «حيث وجدتموهم» أينما كانوا في حلّ أو في حرم ، فإن الحرم محترم لمن احترمه ، أما من لم يحترمه فليس بمحترم فيه (وَخُذُوهُمْ) أي خذوا من تمكنتم من أخذه ، والأخذ للقتل أو الحبس أو الاسترقاق (وَاحْصُرُوهُمْ) امنعوهم عن التصرف في حوائجهم و (اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ) كل محل للرصد والتطلع كقلل الجبال ، والمضايق ، وقوارع الطرق (فَإِنْ تابُوا) عن كفرهم (وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ) أي التزموا بشرائط الإسلام ، فإن إظهار مجرد الإيمان بدون الرضوخ للأحكام والاستعداد لامتثال أوامر الله والرسول ، لا يعدّ إلا لقلقة لسان (فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) دعوهم يتصرفون في البلاد ، لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ، لأنهم أصبحوا من زمرتهم (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) لذنوبهم (رَحِيمٌ) بهم يتفضّل عليهم بلطفه.
[٦] (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الذي أمرتك بقتاله بعد انسلاخ الأشهر الحرم (اسْتَجارَكَ) أي استأمنك ، بأن طلب الأمان منك ليسمع دعوتك