وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٠٧) لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى
____________________________________
فإنهم بنوه لأجل الإضرار بالمسلمين (وَكُفْراً) لأجل الكفر (وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ) أي لاختلاف الكلمة وإبطال الألفة ، وجعل المسلمين طائفتين ، الموالي للرسول ، والمخالف له (وَإِرْصاداً) لأجل الإعداد للفتنة ، وأن يجعلوه محل رصد وإشراف (لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ) وهو أبو عامر الراهب. وهذا أبو حنظلة غسيل الملائكة الذي هو من أخيار المؤمنين ، وقد تقدم أن أبا عامر كان حربا للرسول من قبل غزوة تبوك. وقد سماه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ب «الفاسق».
(وَلَيَحْلِفُنَ) أي يحلف هؤلاء الذين اتخذوا المسجد وكانوا اثني عشر (إِنْ أَرَدْنا) أي ما أردنا ببنائنا للمسجد (إِلَّا الْحُسْنى) أي الفعلة الحسنة ، من إقامة الصلاة ، ودرك الجماعة في الليلة الشاتية والممطرة للضعفاء ونحوهم (وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) فإنهم لم يريدوا ببنائه الحسنى ، بل السوءة والتآمر على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وكفى بالله شهيدا على ذلك ، بالإضافة إلى ما عرف بعد ذلك من الأدلة والشواهد.
[١٠٨] (لا تَقُمْ) يا رسول الله (فِيهِ) في ذلك المسجد (أَبَداً) يقال : «فلان يقوم الليل» أي يصلّي ، والمعنى : لا تصلّ في ذلك المسجد ، ولم يكن هذا خلفا من الرسول لوعده بالصلاة فيه ، لأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إن شاء الله» فلم يشأ الله ونهاه عن ذلك (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى)