إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (١٢٤) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ (١٢٥) أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ
____________________________________
(إِيماناً)؟ ليعلموا وقع أثر السورة في النفوس والمقاومة إذا أرادوا إلقاء الريب والشك.
وهنا يأتي الجواب من الله سبحانه ليفصل في الأمر بما هو الواقع ، من غير حاجة إلى جواب المؤمنين أو إلى جواب المنافقين : (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً) فإن المؤمن المخلص كلّما ذكر الله سبحانه وكلّما رأى آية من آياته يزداد إيمانا وعقيدة (وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) يفرحون بنزول السورة فرحا يظهر في وجوههم أثره ، وكيف لا يفرحون وقد زادهم سبحانه دلالة وكرامة ، وقوّى جانبهم بنزول سورة أخرى؟!
[١٢٥] (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) روحي ، وهو الشك والنفاق والإنكار (فَزادَتْهُمْ) السورة (رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ) لأن قلوبهم كانت قذرة بإنكار ما سبق من آيات الله ، فإذا أنكروا هذه السورة وشكوا فيها زادت قذارة قلوبهم. ويسمى الكفر رجسا ، لأنه كالنجاسة الظاهرة التي تؤذي ، ويجب على الإنسان أن يتجنّبها (وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ) فإن من لا تنفعه السور لا بد أن يبقى شاكا منافقا حتى يموت في كفره ونفاقه.
[١٢٦] إن أمر هؤلاء المنافقين عجيب ، فإن السور لا تفيدهم ، والفتنة لا ترجعهم عن غيّهم (أَوَلا يَرَوْنَ) هؤلاء المنافقون ـ على نحو الاستفهام الإنكاري ـ (أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ) أي يمتحنون ، تارة بنصر