إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللهُ
____________________________________
واضح ، حيث أنهم لم يتمكنوا من مقابلته والإتيان بمثل كلامه.
[٤] ثم عطف سياق الكلام حول الإله ، على الكلام حول الرسول ، وأخّره لأن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الذي يقول هذا الكلام ويثبته ويدعو إلى التوحيد ويقدم عليه البراهين والأدلة (إِنَّ رَبَّكُمُ) أيها البشر (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) فالذي خلقهما واخترعهما وأوجدهما من العدم هو ربكم وخالقكم ، لا الأحجار المنحوتة والأشجار وسائر المخلوقات. (فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) وقد جرت سنة الله سبحانه على التدرّج في الخلق ، مع أنه قادر على الخلق دفعة واحدة ، فالإنسان والحيوان والنبات كلها تتدرّج في الخلق حتى تكمل ، ولعلّ في ذلك اعتبار للملائكة ونحوهم ، كما أن في تدريج خلقة الإنسان وسائر الأشياء عبرة للبشر ، فإن الإذعان يأتي بالتدريج. وأما خصوصية «الستة» فهي كخصوصية «تسعة أشهر» للجنين وسائر الأزمان المضروبة لسائر المخلوقات.
(ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) أي استولى عليه ، أو توجّه نحو خلقه ـ كما مر في سورة الأعراف ـ (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) أي يقدّره وينفذه على وجهه ، فهو الخالق ، وهو الآمر في الكون (ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) فهو سبحانه كما بدأ وخلق ، وأمر ونفّذ ، كذلك بيده المعاد وإليه المرجع ، وهناك لا بد من الشفاعة للعصاة كما جرت العادة في الدنيا ، ولكن الشفاعة هناك أيضا بيده ، فلا يشفع أحد إلا من بعد إذنه (ذلِكُمُ اللهُ)