رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٣) إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٤) هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً
____________________________________
الموصوف بهذه الصفات هو (رَبَّكُمُ) لا غيره من الأصنام وسائر المعبودات (فَاعْبُدُوهُ) وحده بدون شريك (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) فيه حثّ على التذكّر والتفكّر ليهتدوا إلى الطريق ، ويجتنبوا المتاهات.
[٥] ثم بيّن أن الرجوع إليه كما كان منه البدء ، للتصريح بذلك بعد الإشعار والإلماع إليه (إِلَيْهِ) إلى الله سبحانه (مَرْجِعُكُمْ) رجوعكم أيها البشر (جَمِيعاً) فلا يتخلّف منكم أحد (وَعْدَ اللهِ حَقًّا) لا يخلف ما وعد من رجوعكم إليه (إِنَّهُ) وحده (يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) ويوجدهم من العدم (ثُمَّ يُعِيدُهُ) بعد موته وفنائه وعدمه ، وإنما يعيده (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي يعطيهم جزاءهم (بِالْقِسْطِ) بالعدل ، فإذا لم يروا هنا «في الدنيا» جزاء أعمالهم الصالحة ، لا بد وأن يروا هناك «في الآخرة» (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) ولم يؤمنوا بالله (لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ) «الحميم» هو الماء الحار الذي انتهى إلى آخر درجة من الحرارة (وَعَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم وموجع بسبب ما (كانُوا يَكْفُرُونَ) «ما» مصدرية ، أي جزاء على كفرهم.
[٦] ثم بيّن سبحانه صفاته الفعلية ، وأقام البرهان على الألوهية بما يرى الإنسان من الآثار الكونية البادية للعيان (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً)