إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (٨١) وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (٨٢)
____________________________________
يعني : إن الذي جئتم به هو السحر ، وليس السحر ما جئت به كما قلتم. (إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ) يظهر بطلانه للناس (إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) فالله سبحانه لا يبقي على عمل يراد به إفساد الدين بطابع الإصلاح ، ولا يمضيه ، بل يبيّن بطلانه ويظهر زيفه.
[٨٣] (وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَ) أي يظهر الله سبحانه الحق للناس ويحقّقه ، حتى يرون أنه حق وأن ما عداه باطل (بِكَلِماتِهِ) التكوينية وهي «كن فيكون» (وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) أن يظهر الحق ويتبيّن زيف الباطل. وقد تحقّق ما قاله موسى عليهالسلام فألقى عصاه ـ وقد صارت ثعبانا عظيما ـ فأكلت كل تلك الحبال والعصي ، وخرّ السحرة ساجدين ، وبطل كيد فرعون ، بل ظهر كون الحق مع موسى عليهالسلام وأنه نبيّ مرسل.
وهنا أمر لا بد من التنبيه عليه هو : أن القرآن إنما يأخذ موضع العبرة من القصة ، ولذا نجده في كل مناسبة يذكر طرفا خاصا منها. ففي مقام يذكر أول القصة ، وفي مقام وسطها أو آخرها ، وفي مقام يطرحها باختصار ، وفي مقام بتفصيل ، حسب اختلاف المقامات. فإذا كان الحديث حول عاقبة المجرمين ، ذكر غرق فرعون ، وإن كان حول غلبة رسل الله بالحجة ذكر غلبة موسى في إلقاء عصاه ، وإن كان حول العاقبة الحسنة للمؤمنين ذكر نجاة بني إسرائيل من مصر. وغالبا يخصّ الموضع المراد من القصة بجمل قصيرة من سائر مواضعها تحفظا على الربط والسياق.
وقد أكثر سبحانه من القصص المرتبطة بالأمم الموحّدة الباقية ،