فَما آمَنَ لِمُوسى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (٨٣)
____________________________________
والأمم المشركة والملحدة الباقية ، لتكون لهم عبرة ، أما تفصيل قصص قوم لوط وشعيب وإلياس ـ مثلا ـ فليس من البلاغة ، أما قصة موسى وعيسى فلا بد من تفصيلهما لأنهما صاحبا شريعة يتمسك الناس بها إلى يوم الوقت المعلوم ، وهكذا بالنسبة إلى الاحتجاجات مع الملحدين والمشركين ، فقد بقي أكثر أهل العالم ملحدين مشركين طول الخط حتى يوم الناس هذا.
[٨٤] (فَما آمَنَ لِمُوسى) ولم يصدّق دعوته وما جاء به (إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ) أي جماعة من الشباب ـ لا الكهول والكبراء ـ والضمير في «قومه» إما راجع إلى «فرعون» أي من قوم فرعون ، أو راجع إلى موسى عليهالسلام أي : من بني إسرائيل ، فإنهم كانوا من أقرباء موسى عليهالسلام لأن الجميع كانوا من أولاد يعقوب عليهالسلام. وكان إيمانهم (عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ) فقد كانوا يخافون بطشه ونكاله ، (وَمَلَائِهِمْ) أشرافهم وكبرائهم ، أن يؤذوهم و (أَنْ يَفْتِنَهُمْ) أي يعذبهم فرعون ويصرفهم عن دينهم (وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ) قاهر متكبّر وسلطان (فِي الْأَرْضِ) فيقدر على ما يريد من التنكيل والعقاب (وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) الذين أسرفوا وتجاوزوا الحد في الطغيان ، فقد أسرف في القتل والظلم ، وادّعى الربوبية.
والسر في هذا أن الأنبياء دائما يأتون إلى الناس عزّل بلا سلاح ومال ، والملوك الذين هم ضدّهم مزوّدون بالأمرين ، والناس بحاجة