وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٠٧) قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي
____________________________________
على دفع الضر (وَإِنْ يُرِدْكَ) من «أراد يريد» (بِخَيْرٍ) يقال : «يريدك بالخير» و «يريد بك الخير» بمعنى واحد (فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ) أي لا يقدر أحد على منعه.
قال بعض المفسرين : إن ذكر الإرادة مع الخير ، والمس مع الضر ، لتلازم بين الأمرين ، للتنبيه على أن الخير مراد بالذات ، وأن الضر إنما يمسّ البشر لا بالقصد الأول ، ووضع الفضل موضع الضمير للدلالة على أنه متفضل بما يريد بهم من الخير لا استحقاقا لهم عليه ، ولم يستثني لأن مراد الله لا يمكن رده (١).
(يُصِيبُ بِهِ) أي بالخير (مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) فيعطيه كما تقتضي حكمته البالغة (وَهُوَ الْغَفُورُ) لذنوبهم (الرَّحِيمُ) بهم يرحمهم ويتفضل عليهم.
[١٠٩] وأخيرا جاء الحق إلى الناس ، والرسول مأمور بالتبليغ ، وبعد ذلك كل امرئ وما اختار (قُلْ) يا رسول الله للناس : (يا أَيُّهَا النَّاسُ) على نحو العموم (قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُ) هو دين الإسلام المشتمل على كل شيء مما يحتاجه الإنسان في مختلف مجالات الحياة (مِنْ رَبِّكُمْ) إلهكم الحقيقي ومربّيكم (فَمَنِ اهْتَدى) إلى الحق (فَإِنَّما يَهْتَدِي
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٦٨ ص ١١٠.