انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها
____________________________________
[٢٥] (انْظُرْ) يا رسول الله إلى حلف هؤلاء (كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) بأنهم ما كانوا مشركين ، وهذا أمر يقصد به التعجّب والاستغراب (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) أي ضلت عنهم أوثانهم التي كانوا يعبدونها من دون الله ، ويفترون الكذب على الله بقولهم : هذه شفعاؤنا عند الله ، فلم يجدوها ولم ينتفعوا بها وإنما الأمر لله وحده.
[٢٦] قيل : إن نفرا من مشركي مكة جلسوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يقرأ القرآن ، فقال بعضهم لبعض : ما يقول محمد؟ قال : أساطير الأولين مثل ما كنت أحدثكم عن القرون الماضية. فنزلت هذه الآية (وَمِنْهُمْ) أي من الكفار والمشركين (مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) أي إلى كلامك يا رسول الله (وَ) لكن حيث أنهم أعرضوا عن الحجة بعد ما بيّنت لهم (جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) هي جمع «كنان» وهي ما ستر شيئا ، فإن الإنسان إذا أعرض عن الحق غشيت على قلبه غشاوة ، إذ صار الإعراض له ملكة وعادة ، ونسبته إلى الله سبحانه باعتبار أنه سبحانه هو الذي جعل الإنسان هكذا ، فإنه علة كل شيء ، وإن كان السبب المباشر هو الشخص (أَنْ يَفْقَهُوهُ) أي حتى لا يفقهوه بمعنى لا يفهموه (وَ) جعلنا (فِي آذانِهِمْ وَقْراً) «الوقر» هو الثقل في الأذن ، فهم كمن لا يسمع ، حيث أنهم لا يستفيدون من سماعهم (وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ) ومعجزة خارقة على نبوتك وصدقك (لا يُؤْمِنُوا بِها) أي بتلك