أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢١) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٢٢) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣)
____________________________________
الأنداد والشركاء (أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) كما لو كذب بالقرآن أو بالرسول أو بالمعجزات ، فإنها كلها من آيات الله سبحانه ، لكن الكتاب آية صامتة ، والرسول آية ناطقة (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) إنهم لا يفوزون بخير الدنيا ، ولا سعادة الآخرة.
[٢٣] (وَ) اذكر يا رسول الله (يَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً) وهو يوم القيامة الذي يجمع فيه هؤلاء المشركون وسائر المكذبين (ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا) وجعلوا لله شريكا (أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ) أي الشركاء لله الذين زعمتم أنهم كذلك. والإضافة إلى «كم» باعتبار أنهم اتخذوها ، كما تضاف إلى «الله» باعتبار أنه سبحانه المجعول في رديفهم فيقال «شركائي» (الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) أنهم شركاء الله سبحانه؟ والاستفهام إنكاري للتوبيخ والتقريع.
[٢٤] (ثُمَ) بعد هذا السؤال منهم (لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ) أي معذرتهم ، فإن الفتنة على معان ، منها : المعذرة ، أو هو على سبيل المجاز ، أي : لم تكن نتيجة فتنتهم بالأصنام ، إلا التبرؤ منها ، كما يقال : «لم يكن درسهم وقضاؤهم إلا رشوة وخيانة» يراد أن عاقبتهما كانت الرشوة والخيانة (إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) فيحلفون بالله كذبا أنهم ما كانوا مشركين ، كما اعتادوا في الدنيا أن يحلفوا كذبا حينما يقعون في المشاكل.