قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (١٩) الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً
____________________________________
الحجة والبرهان على بطلان كل شريك؟ والمراد الشريك مطلقا ولو كان واحدا ، وذكر «آلهة» من باب المورد (قُلْ) أنت يا رسول الله ، إذا لم يعترف أولئك بالتوحيد : (لا أَشْهَدُ) أنا بمثل شهادتكم بالشريك ، وإنما أنا لا أعتقد إلا إلها واحدا (قُلْ) يا رسول الله : (إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ) لا شريك له (وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) أي من الأوثان التي تشركون بسببها ، وتدخلون أنفسكم في زمرة المشركين من أجلها.
[٢١] ثم ذكر سبحانه أن أهل الكتاب كسائر المشركين يعلمون الحق لكنهم يتجاهلونه (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ) أي أعطيناهم (الْكِتابَ) يراد به جنس الكتاب الأعم من التوراة والإنجيل وغيرهما (يَعْرِفُونَهُ) أي يعرفون الرسول (كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ) فكما يعرف الشخص ابنه بحيث لا يمكن أن يشتبه بغيره ، كذلك لا يشتبه أهل الكتاب بمعرفة الرسول بوصفه ومزاياه الموجودة في كتبهم (الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) بأن باعوها بالكفر ، الذي عاقبته (فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) إن عدم الإيمان مترتب على الخسران ، فالخاسر لا يؤمن والرابح يؤمن.
[٢٢] (وَمَنْ أَظْلَمُ) أي من يكون أكثر ظلما وتعديا عن الحق (مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً)؟! بأن جعل له شريكا وزعم أن الله أمره بذلك ، كأهل الكتاب وقسم من المشركين الذين كانوا يقولون : إن الله أمرنا باتخاذ